في عالم يشهد تغيرات جذرية وتحولات متسارعة، تبقى مأساة اللاجئين تذكيراً مؤلماً بواقع لا ينبغي تجاهله. يواجه العديد من اللاجئين السوريين تحديات هائلة في سعيهم للبحث عن حياة أفضل، ومنهم من يعيشون الآن ظروفاً قاسية في اليونان. تنقل تغريدات وشهادات أحداثاً مؤلمة لا يمكن تجاهلها. يستحق هؤلاء الأفراد أن تصل صرختهم للعالم بأكمله.
في 8 أغسطس 2023، نشر الصحفي مصطفى رستم تغريدة مؤثرة مرفقة بفيديو يصور مشهداً مؤلم. ظهر في الفيديو رجلاً مسناً يعاني من مرض القلب، يكافح من أجل البقاء على قيد الحياة، ومجموعة من اللاجئين السوريين المحاصرين منذ 14 تموز الماضي، بينهم نساء حوامل وأطفال.
في اليوم التالي - 9 أغسطس، نشرت صحيفة "اندبندنت عربية" تغريدة مرفقة بفيديو يؤكد استمرار الظروف المأساوية للاجئين السوريين العالقين في الجزيرة. وسط رفض حرس الحدود اليوناني استقبالهم، وتجاهل نداءات المساعدة.
في 12 أغسطس، تواصلت مع أحد اللاجئين السوريين لمعرفة المزيد من التفاصيل عن ظروفهم المريرة. أكد أنهم نقلوا إلى سجن "سجن ابو شبك للمهاجرين" في مدينة سوفلي باليونان، بتاريخ 11 أغسطس. يبلغ عددهم في غرفة السجن 36 شخصاً، من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن. بالإضافة إلى تعرضهم لمعاملة قاسية من قبيل الضرب والإهانة، وعدم تقديم لهم الطعام منذ نقلهم إلى السجن، وعدم تقديم الرعاية الصحية والأدوية الضرورية.
في اليوم التالي - 13 أغسطس، عرفت من أحدهم أنه تم نقلهم من السجن إلى جزيرة في وسط نهر ايفروس. حيث جاءت سيارات كبيرة تم وضعهم فيها مع أخرين ليصل عددهم إلى أكثر من 100 شخص. خلال عملية النقل توفي شخصان، بالإضافة إلى طفل. وذلك بحسب قوله.
تعكس هذه التفاصيل الواقعية والمأساوية وجهاً مظلماً من واقع اللاجئين الذين يكافحون من أجل البقاء والعيش بكرامة. تستدعي هذه الحادثة استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، وتعزيز الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية والدعم لهؤلاء الأفراد.
كما يتوجب على المنظمات الإنسانية التحرك بشكل فوري لتقديم المساعدة العاجلة للاجئين السوريين العالقين في اليونان، وضمان حقهم في طلب اللجوء، والحصول على الغذاء والرعاية الصحية والأدوية الضرورية.